ShaMs

"و بقول كلام موزون, القى الصدى يرجع كلام دايخ"

Tuesday, May 03, 2005

كابة

كآبة


لقد أبصرتك تتولّدين, يا وريقاتي العزيزة
ورَاقبتُكِ تَنْبُتين, وكنتِ صغيرة
تنمين في حلّةٍ خضراء ناضرة

هلا حدّثْتني: كم من همسٍ عذبٍ طار إليكِ
وكم من قبلةٍ طاهرةٍ شهدتِ, وأنت على الأفنان
أما كفاك العناق فيما بينك كلما هبّ النسيم عليك مداعبًا

أيتها الحسودات الصغيرات, من علٍّ رأيتِ السرور
يمرّ
فطلبتِهِ
ظنّا منك أن السعادة على الأرض تقيم

لكن لا! لا سعادة عندنا
لأن الإِنسان يرسم أمانيه, ويعجز عن تحقيقها

وأنتِ أيتها الوريقات الساذجة
التي بذلت الجهود للتخلّص من العبودية
إنك لن تظفري بما شاقك عندنا من مظاهر الحريّة
فالتقلّب في التراب, والتمرّغ في الأوحال
هو كل ما ستنالين حتى التحلّل والاضمحلال

وأنا حزينة إذ أراك تتناثرين
وترفرفين نحو مثواكِ القاسي الحزين

أيها الإله
لماذا وضعت في عينيّ الإِنسان العبرات
وقضيتَ بألاّ تجفَّ ولا تنضب
لماذا
أي مسرّةٍ أنتَ ملاقٍ في النكال والإِيلام
إنك لقادر ونحن ضعاف
إنك العظيم ونحن البائسون
نحن أشرارٌ وأنت كل الصلاح
أما كان الغفران أجدر برحمتك
أو ما كانت ملاشاتنا أوفق لرحيب قدرتك

ولكنك لم تفعل هذا ولا ذاك
ونحن نشقى, ونحن نتعذّب

نفسي اليوم حزينة, وحزنها قائم
أفكر في الأوراق المتناثرة
وفى الأحياء الذين يضحكون
وفى الموتى الذين مضوا كأنهم لم يكونوا


مي زيادة

1 Comments:

  • At 5:33 AM, Blogger AZ said…

    ياربى!!!!! مى زياده دى انا حفيت عشان اقرالها سطر من كتاباتها معرفتش
    بجد متشكره جدا على القصيده دى
    وياريت لو فى ليها اى حاجه تنيه احب اقراها لو حتى كتب بس اعرف اساميها وانا هشتريها

     

Post a Comment

<< Home