و تغيرت جغرافيا المكان

لا أقرأ من الصحف اليومية غير أهرام الجمعة

و من ذاك اليوم .. يوم تعرفت على "عم حسين", يوم لم أجد حول فرشة الجرائد أحدا غير كيس الفلوس

و بسؤالي العم حسين عن سبب تركه "الفرشة" وحيدة قال

يا إبني الدنيا أمان .. أنا كنت عند ربنا هافكّر في الفرشة ليه

الحق أني من يومها لا يمر صباحا الا بالمرور على "فرشة" عم حسين
أو أقلّها النظر إلي بسمته التي تملأ مدخل الشارع
بسمة الرجل العجوز المستبشر للحياة
و كأنه يرى فيها ما لا أرى

أصبحت بسمة العم حسين من جغرافيا المكان
حتى أني في أحد المرات تفاجأت بنفسي أصف المكان بالناصية التي يسكنها الرجل الصعيدي الضخم الذي ليس كبسمته بسمة

و اليوم تغيرت جغرافيا المكان
حين بحثت عن بسمته في كل المكان فلم أجدها
نفس الجرائد راقدة
و لكن
بلا عم حسين

صرت عند الله يا عم حسين
رحمك الله بما تركت في من مكان
و رزق أهلوك البسمة و السلوان