متى أراك مرة ثانية
و اشتعل التاريخ في أصابعي العشر
و في كياني
فهل هناك امرأة عاقلة
تقبل أن تراني
و هل هناك امرأة ذكية
تراهن اليوم على حصاني
و هل هناك ناهد مراهق
يدخل مثل السيف في شرياني
أخطأت
يا أيتها الحسناء في الرهان
فلا أنا الشخص الذي قرأت عن امجاده
و لا هنا اقامتي
ولا هنا عنواني
أين أراك مرة ثانية
هذا هو المأزق يا سيدتي
فانني أسكن في حقيبة السفر
أنام في حقيبة السفر
أستقبل النساء في حقيبة السفر
و أنجب الأطفال في حقيبة السفر
هذي شروط الحب
في أرض تميم, و كليب, و مضر
فما الذي يغريك في زيارتي
أنا الذي أصبح وجهى
مرة مثلثا
و مرة مربعا
و مرة مكعبا
و صالحا لرحلة واحدة
مثل بطاقات السفر
كيف أراك مرة ثانية
فاجاني سؤالها الاتي
من الجهول, و اللامنتظر
فلم أكن أعرف أن امرأة
مدهشة كالشعر
أو مرسومة مثل الصور
يمكن أن تجلس نصف ساعة
معي, على مقهى الضجر
و لم أكن أعرف أن امرأة
تخزن في أهداب عينيها
القضاء و القدر
تسند يوما ثديها على حجر
متى أراك مرة ثانية
و انفجر السؤال تحت مقعدي كالقنبلة
كم أنت يا سيدتي ساذجة
ففي زمان عربي يابس.. و مالح
و خائف من نفسه
و خائف من خوفه
ماذا تفيد الأسئلة
أين اذا أراك يا سيدتي
في كوكب المريخ.. أم على طريق الجلجة
لا شارعي أعرفه.لا هاتفي أعرفه
لا معطفي القديم -لو رأيته-أعرفه
لا رقم الباص الذي يوصلني
اليك يا سيدتي, أعرفه
لا وطني المزروع في عيني, كالقرنفلة
أعرفه
فساعديني كي أحل المشكلة
أين اذن أراك يا سيدتي
حين يكون الله في زجاجة
و أنبياء الله في زجاجة
و الوطن المخطوف في زجاجة
و صورة الحاكم فوق رأسنا
جاهزة كالمقصلة
ما هي جدوى الاسئلة
ما هي جدوى الأسئلة
نزار قاني