وحده الموت

الليل
ُلا يتّسعُ لأرقي

البكاءُ
لا يتّسعُ لدمعي

أصدقائي
لا يتّسعون لي

وحدهُ الموتُ
يتّسعُ


سوزان عليوان

عودي

أدرك أن في جسدك الضئيل عوالم من الحزن لا أعرفها
أدرك أن في شفتاك تمتمات لا أفهمها
أدرك أن في عيناك قبور لا أعرف ساكنيها
أدرك أن من جهلي و غبائي ما يكبّل يداي
أدرك أن من ضعف بنيتي ما يمنعني أن أزيح كل هذه الهموم

و لكنّي طفلك .. فعلّميني

أنا في حداد حتى تعودين .. فتعلّميني

أنقشي على حجري

عودي صديقتي
فصداقتنا هي أقوى من حلم مؤجّل
إن مات الحلم .. عاشت صداقتنا
و إن عاش الحلم .. لن يغنّي شكسبير تحت شرفتك

سأصمت حتى تعودين
سأسخط على مرآتي حتى تعودين
سألقي قمامتي بالشوارع حتى تعودين
عودي

يا مالكا أمري

رباه
يا من خلقت كل شيء بقدر

ليس شكّا في طلاقة قدرتك
و لا تيها فيما تعلمه .. و لا أدركه في نفسي

أسألك بدلائل حكمتك .. و علامات كونك


لم رزقتني كل هذا العقل
كل هذا القلب
و كل هذا السخط

الألم

و يا لسُوءِ الحظّ

الألمُ ينمو في الدُّنيا كلَّ لحظة
ينمو بسرعةِ ثلاثينَ دقيقة في الثانية, خطوةً فخطوة
وطبيعةُ الألمِ هي الألمُ مرتين

وشرطُ العذاب الجارحِ الشرهِ
هو العذابُ مرَّتين

ووظيفةُ العُشبةِ الطاهرةِ, هيَ العذابُ...مرّتين

واكتمالُ الرَّفاهِ, هو ألمُنا مضاعفا

لم يكنْ موجوداً مُطْلقاً, أيها البشرُ الإنسانيون
كلُّ هذا الألمِ في الصَّدر.. في الياقة.. في المِحفَظةِ
في الكأسِ.. في محلِ الجزّار.. في عِلمِ الحساب
لم يكنْ هناك مُطلقاً كلُّ هذا الحنانِ المؤلم
ومطلقاً لم يهاجم البعيدُ عن مثلِ هذا القرب

والنارُ مطلقاً وأبداً
لم تؤدِّ دورَها أفضلَ.. دورَ البردِ الميت


قيصر باييخو

سلامات

إزاي يحسبوا عمر اللي عايش من الأموات
يعني السنة عندك ميلاد .. ولا هجرة .. ولا مسافات

من سنة كلّمتك .. في عيد ميلادك برضه .. تليفونك كان مفتوح
بس قالولي
إزاي و إنت هنا وسطينا .. يقولوا عليك .. ده مات

ماعرفش عندك بيقولوها إزاي .. لكن
كل سنة و إنت طيب .. بعمر الأحياء

فاكر الواد إيهاب الأصلع .. اللي كان مرضان
بيقولوا برضه مات
شفته؟ و هو طالع السموات

الواد مايكل لسة في أمريكا .. كلّمني من كام يوم .. بيقول مبسوط
كريم و يحيي و هاني .. إتجوزوا
جليلة سافرت .. و ريهام إتخطبت زي كل البنات

فاكر البت ياسمين؟ الشحّاتة .. أم عيون عسلية و إيدين ناعمة
سألتني عليك
الأبيضاني اللي كان يديني الجنيه .. و يبحلقلي بعشرة

انا حبيت بعدك واحدة مثقفة
اكّلتها م الفتة بتاعتنا .. و حكيتلها عنّك
مافهمتش إني بقولها كلام حب

فاكر الدكتورة أم رجلين حلوة .. جالها سرطان
يمكن تجيلك عن قريب .. إبسط يا عم

على فكرة أمّك بتسوق عربيتك
أنا قلت أقولك .. أحسن تكون مش عارف

فاكر قهوة الباشا .. قعدة نص الليل .. و خناقة السكان
قفلوها .. قال إيه .. عندنا بنات

فاكر يا أحمد
ولا أنا اللي باحلم

يعني إنت كنت معايا في الوقت اللي فات
ولا إنت من زمان .. في عالم الأموات

يا أحمد .. وحشتني

من وسط الأحياء .. بابعتلك سلامات

إسق العطاش

مولاي .. أجفاني جفاهنّ الكرى

و الشوق .. لاعجه بقلبي خيّم

مولاي .. لي عمل .. و لكن موجب لعقوبتي

فاحنن عليّ تكرما
و اجلو صدا قلبي .. بصفو محبة

يا خير من أعطى الجزاء و أنعم

إبتهال صوفي من التراث
سمعته بصوت صباح فخري

ساعات بحب حاجات

زنقتني الجميلتان دينا و مويا

ماذا أحب في الحياة

عجبت لحاجتي للتفكير في الإجابة, رغم كاّّباتي الكثيرة إلا أنني أمتلك القدرة على التفاؤل

المهم

كمانجتي الصغيرة .. يا ويله اللي يعاملها وحش

البحر .. كونه سر من أسرار الوجود

المطر, المشي تحت المطر, الأسكندرية و المطر, شكل الناس في المطر

النوم .. عندما يأتي و أنا في أشد الحاجة للإستيقاظ, أظنني مريض بالأرق

الهدايا .. قلما إستقبلتها, مش عارف الناس مالها

دفء الصديق العائد من البعاد

ضحكات الطفل المبللة بالدموع

الأشياء القديمة .. الكتب القديمة بترابها, المكتبات القديمة بعنكبوتها

بهية .. صوت إمام عيسى

فيروز,منير,مارسيل, موسيقى شوبان و صلاح جاهين

صوتك بالهاتف .. يذكرني أن من الحياة ما يرسم إبتسامة دافئة على قلب مطحون

صانية اللحمة البتلو بالبطاطس .. اللي بيعملها المدير لما يرضى عنّي

أم علي .. أم علي .. أم علي,سكر مضبوط

الأماكن الواسعة .. مفتوحة, مغلقة, بس تكون واسعة

الشمس .. حتى لو هاتحرقلي وشي

القمر .. و لو كسر رقبتي

إستسلام قدماي لعذاب رمال البحر, حتى أفقد الإحساس بالمكان

القاهرة .. من أوطى نقطة تحبس الشمس بين تشابك البيوت القديمة, و من أعلى نقطة تطل بظلال الشمس على نفس البيوت, من وسط النيل

الناس الغلابة .. القدرة على الإستهزاء بأقسى لحظات الحياة

عملي .. يسمح لي بالعيش وسط الغلابة, و بالتعرض المفرط للشمس و القمر معا مع فرص الإختلاء بالنفس

عائلتي الصغيرة .. عندما نبلبط سويا في مياه البحر

بس كفاية .. حاسس بصداع

لماذا

لماذا إحساسي بهذا البكاء المدفون
إذا كان من الوحدة ما يسمح
بإعلان عواصم من البكاء

إكتئب يا صديقي العزيز

إن لم تمنحك الدنيا سعادة .. فامنحها اكتئابا

التأنتخ التفلّكي المتامّل .. أو المتمنير

تفلّكوا
فإن .. في التفلّك بركة

شكرا لكل من ساهم في إرهاص هذا اليوم الرائع

هناك

هناك

فوق التلول الخضراء
بين حزن الماضي و خوف المستقبل
على صخرة كادت أن تحطمنا

عند هروب الشمس من المشهد الكوني
في الليل الحبيس بين شفقين

في الهاتف .. في السيارة

بين أطلال المدينة القديمة .. و تحت سماؤها
عند ذوبان الجليد في حرارة كفيك

في الزحام .. في الظلام

في دموع الليل البارد
في صخب إشارات المرور

في خوفك
و في إحتضان الحاضر لخوفينا

في المسافات بين البحر و الوطن
في دفء كلماتك

أحببتك

أحببتك .. حين رأيت قاهرتي بعينيك

ثرثرة

أنا لا أثرثر
حين أكون بحالة عشق كثيرا
و لا أدعي أنني قد نقلت الجبال
لأجلك أنت .. و أني شققت البحورا
و لكنني أكتفي بسكوتي
فتغدو أصابع كفي طيورا
و يصبح صمتي حريرا


نزار قباني

ملجأي

عيناك ملجأي الأخير
أمسح خدي فيهما
منتظر نهايتي
في بقعة الضوء المثير


أحمد عبد المعطي حجازي